01 - 07 - 2024

 "لازم تسايس السايس" إذا أردت الحفاظ على سيارتك في شوارع القاهرة

 

على غرار أنا هوريك مين شنكل ابن شناكل.. بعد الامتناع عن دفع الإتاوة سايس لصحفي "المشهد" أنا هوريك هعمل ايه 

نداء إلى وزيرة الصحة ساحات المستشفيات إيجار خاص للأمن

نداء لوزير الداخلية بعض الأمناء يشاركون السايس في جريمة إيجار شوارع الدولة

لأنها مهنة البحث عن المتاعب، ولأننا فيآ  منبر "المشهد" تعودنا أنه لا تهاون في الحقوق ولا سقف للحرية طالما في إطار المهنية والنزاهة والحفاظ على كرامة كل مصري، نُجري هذا التحقيق في محاولة منا لإنهاء هذه المهزلة.

"شخلل عشان تقف".. يعد هذا الشعار هو شعار "بلطجية الشوارع" أو كما يطلق عليهم اسم "السايس" .

استحوذ هـٰؤلاء على أغلب شوارع مصر، وحتى تستطيع أن "تركن" سيارتك في مكان بجوار الرصيف لا بد أن تدفع ثمن الانتظار حتى وإذا كان وقتٌ قليلاً ،ومنهم من يجبرك بأن تعطيه على الأقل عشرة جنيهات أولًا قبل أن "تركن" ،حتى إذا انشغل عنك ولم يحصل على الإتاوة لا يسمح لك بالذهاب وهذا سلوك غير حضاري ولا يليق بنا كشعب يريد أن تكون دولته متقدمة للأمام، والجزء الآخر يتركك بكل رفق تدفع بعد أن تنتهي من مشوارك.

وأيًا كان هذا المشوار فلا رحمة لديهم، حتى وإن كنت ذاهبا إلى مستشفى أو عيادة أوغيرها من المصالح الضرورية .

ومع الصمت على هـٰؤلاء تشعبوا في مصر بطريقة مخيفة وأصبحت مهنة الخارجين عن القانون حيث تراهم في الشوارع الجانبية والرئيسة وأمام المؤسسات الحكومية ومنهم على سبيل المثال السجل المدني بالهرم في محافظة الجيزة فلا يجرؤ أحد أن يدخل السجل قبل أن يدفع للسايس هناك أولًا، وإنآ  فعلها أحد كعمل بطولي "ابقى سلملي على كاوتش السيارة" ويظل يلوم نفسه طوال حياته "يا ريت كنت دفعت ال 10 جنيه بدل البهدلة والتكاليف".

ذهبت "المشهد" في رحلة للوصول إلى حل والحديثآ  مع السايس ومحاولة إقناعه أن الشارع ليس ملكه بالمنطق والعقل والفكر حتى تتضح الرؤية أكثر.

البداية شارع الهرم وخاصة محطة ومبي وجدت هناك سايسا "شايف شغله" على أكمل وجه فذهبت ووقفت بالسيارة أمامه قال لي "مساء الفل يا أستاذ هتراضيني ولا نظامك ايه؟ قلت له نعم؟!! قال هتدفع ولا لاء.

قلت له لا أنا معايا حالة مرضية وفي انتظارها ولن اترك السيارة أنا جالس هنا رد قائلًا تتركها ولا متتركهاش الوقفة عندي هنا بفلوس هتراضيني ولا نظامك ايه دلوقتي؟ طبعا بأسلوب غير مهذب وطريقة لا وصف لها.

قلت له دي شوارع مصر والشارع ليس ملكًا لك حتي تأخذ مني أجره على الوقوف وبعد شد وجذب وتهديد ووعيد، قال لي أنت اللى جبته لنفسك وذهب أمام نمر السيارة وأخرج هاتفه المحمول ليصور رقم السيارة على سبيل التهديد أو في إشارة منه أن هناك أمين شرطة بالمرور مشغله واللي مش هيدفع هيتعمله مخالفة الوقوف في الممنوع، وتأكدت من ذلك حينما قال لي "أنا هوريك هيثم بيه هيعمل فيك ايه" على الفور أخرجت هاتفي وقمت بتصويره وهو يصور السيارة لنشرها مع هذا التحقيق.

وأكملت "المشهد" الرحلة إلى الدقي في شارع جانبي أسفل إحدى العيادات الكبيرة وفور الوقوف إذ بالسايس يخرج من تحت الأرض هتركن يا بيه اه طيب تعالالي هنا فقلت له لا خليك أنت أنا هقف خمسة وماشي رد قائلًا لا ده المكان بتاعي لو مش هتقف وسع لغيرك يركن عشان نسترزق يا ذوق فكان المكان والشكل هنا يجبرني على الرحيل فورًا 

وانتقلت إلىآ  شارع شهاب الموازي لشارع جامعة الدول ووقفت هناك ووجدت شاباآ  اسمه محمد وقال لي هتركن أجبت هقف دقائق كان رده: " طب يا إما تمشي يا إما تدفع ركنه عشان مخليش بتاع المرور ياخد نمرك ويعملك مخالفة" فذهبت إلى شرطي المرور واسمه ياسر وعرفته بنفسي أنني محرر بـ"المشهد"آ  وقلت له هذا السايس يقول لي يا إما تدفع يا إما ياسر بيه هيعملك مخالفة فأنكر ياسر ذلك، وهذا ما يتعرض له المواطن المصري .

ومن شارع شهاب إلى مدينة نصر وهناك الأمر مختلف،آ  حيث وجدت رجلا كبيرا هو السايس وفور وصولي والوقوف وجدته يعاتبني على اعتبار أنني أحد الأشخاص الذين ركنوا من قبل وذهب دون أن يدفع وبعد إلحاح وحلفان صدق أنه ليس أنا مطالبًا الإتاوة قبل النزول من السيارة حتى لا يتكرر الموقف .

ومن مدينة نصر إلى شارع الأزهر، منطقة الحسين ، وبالتحديد أمام مستشفى الحسين الجامعي ، فلا صوت يعلو فوق صوت السايس هناك، حيث أن السايس من أبناء الأماكن المجاورة المعروفة ب الباطنية وهي المنطقة الأشهر في مصر، وهناك لا تملك سوى أن تركن السيارة وتدفع وأنت ساكت عشان ربنا يسترها عليك وتمشي بالسلامة .

ومن منطقة الحسين إلى شارع بورسعيد بالسيدة زينب، وبالتحديد على ناصية مستشفى أحمد ماهر التعليمي ، وقفت هناك ومن تعب طوال اليوم جلست في مقاعد السيارة الخلفية لأرتاح قليلًا، إذا بأمين شرطة يرتدي اللبس الميري، يسأل السايس ده تبعك وإذا قال السايس "نعم" فلا مخالفة ولا غرامة أما إذا قال السايس "لا" تصبح السيارة مخالفة وتقف في الممنوع وينقل الأمين غير الأمين رقم السيارة في دفتر المخالفات معه.

وأخيرًا الكارثة الكبرى داخل مستشفى الهلال الخاصة بالعظام في رمسيس أغلب المترددين عليها ممن لا يستطيعون السير على الأقدام فيضطرون مجبرين إلى إيجار سيارة والموقف الذي رأيته بعيني أن العامل هناك ويدعى محمد رفض 10 جنيهات وطالب ب 20 جنيها ومع الإلحاح والفصال وافق على 15 جنيه رسوم انتظار المريض داخل المستشفى وإلا ممنوع الوقوف وممنوع الانتظار في كارثة إنسانية توضح انعدام الرحمة وغياب الإنسانية وهذا نداء آخر إلى وزيرة الصحة ارحموا مرضى مصر.

كانت هذه رحلة"المشهد" مع السايس و نطرح القضية ونتساءل من يحمي هـٰؤلاء ومن أعطى لهم حق الاستحواذ على الشوارع ومن يحاسب أمناء الشرطة الذين يتقاسمون معهمآ  وكيف يوجه السايس رجال المرور بإعطاء المخالفة لهذا وعدم إعطائها لهذا ، نناشد وزير الداخلية بالتدخل لإنهاء هذه المهزلة ، لأن مواطني مصر يُهانون من السايس في كل شارع ومن لا يُهان يدفع رغمًا عن أنفه وهذه هي الحقيقة للأسف الشديد .
-------------------
تحقيق - أحمد صلاح سلمان






اعلان